Powered By Blogger

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

ومضت نجمه المغيب

ومضت نجمه المغيب .. رش اللون الرمادي نفسه على السماء .. وعند خط الافق صبغت ذرات جمر متناثره الافق , بحمره باهته …
تنفس تشرين واطلق زفيره نسمه بارده وحزنا وكابه … حكى تشرين وبكى .. فمسحت دمعاته بيدي واستدت راسه المثقل الى صدري ليستريح .
قال وسمعت ..
كان تشرين جميلا ومحبوبا وعاشقا كبيرا .. كان صديق الورود والفراش والعصافير .. ومثل كل شيئ احب تشرين يوما فتاة , كانت حلوه وكان يذوب في الجمال , كانت تحب الشعر وكان نبع قصائد ..
كانت هو وكل ما يحب وكان هي وكل ما تحب , احب المشي في المساء تحت اشجار الدروب , احبتهما الاشجار وتفاخرت الدروب بوطئ اقدامهما عليها , صارت الريح تهب في الاماسي , احباها ايضا , احبها تشرين لانها تطير شعر حبيبته كشلال ذهب , واحبتها لانه كان يضمها اليه ليحميه منها …

 
وهبت الريح ذات مساء ..
طيرت شعرها الناعم وزادت اشتباك كفيهما.. اشتد هبوب الريح فالتصقت به خائفه .. هددت الريح فضمها اليه كقلبه , ولكن الريح زمجرت وصفعت وجهيهما بقسوه …
وعندما فتح تشرين عينيه وجد نفسه وحيدا وقبضته مغلقه على ورده حمراء ذابله وخصله من شعر حبيبنه الذهبي …
غامت الدنيا امام عينيه وترنحت .. ماذا بقي له ؟!
ذهبت مع الريح وتركته .. اخذتها الريح ركض على الدروب المحروسه بالشجر المحفوفه بالورد …
صرخ باعلى صوته الما وبكى .. قد تعود , نعم قد تعود يوما .. ولكن ماذا سيفعل حتى تعود .. لن يفعل شيئا .. لقد فعل اصدقاؤهما كل شيئ !

 

فالورود الحمراء على ضفاف الطريق ذبلت كوردتها الحمراء , والاشجار حارسات الدروب جعلت اوراقها ذهبا اصفر كشعرها الذهبي الشمسي ..
وانتظر تشرين , وانتظر سنينا وسنين ..
ذبلت عيناه واصفر وجهه ونحف جسده .
صار خيال تشرين ..
صار جسد الحزن والكابه ..
خبا دموعه وراء غيمات السماء ..
ولكن حزنه كان اكبر من ان تخبئه الغيمه , وصبغ السماء باللون الرمادي القاتم الكئيب ..
ولما يرى تشرين عاشقين يمشيان على الدروب القديمه ويكسران تحت اقدامهما اوراق الشجر الصفراء .. شعر حبيبته الذهبي ..
تفيض دموعه الما ..وحنينا .. ومطر ..
فليتصق العاشقان ويكملان طريقمها ..
فالعشاق يحبون المشي تحت المطر …

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق